وأن دراسة الأحلام عند الأطفال أمر صعب بعض الشيء لان من الصعب عليهم في كثيراَ وصف الاحلام وهم يستغرقون وقتا كثيراَ من الوقت الذي يقضيه الكبار في نوم حركة العين السريعة (REM)، فما الذي يحلم به الأطفال أو ما الذي يرونه في المنام؟ قامت احد العلماء في علة النوم والعلوم العصبية بدراسة هذه المشكلة عند الاطفال، وذلك بان أخذ يجمع ويدرس أحلام الأطفال في مجموعات مختلفة من الأعمار. ولعله من الصعب حقا أن نصل إلى قصص يعتمد عليها أو يعتد بها عن الأحلام عند صغار السن.
معوقات دراسة تفسير أحلام الأطفال
ومن المشكلات المتصلة بذلك أن الشخص الذى يقوم بالتحدث مع الطفل لا تكون له بشكل عام القدرة على أن يستخرج إن كان الطفل يعرف كيف يجد الفاصل بين الأحلام من ناحية وبين احداث الحياة الحقيقة.
وايضا لا ننسى ان الطفل بشكل عام يجد صعوبة في التعبير عن ما رأى في منامة بسبب حدود اللغة عنده.
طبيعة أحلام الأطفال
وقد كانت أصغر المجموعات سناَ من الأطفال الذين تمت دراستهم تتراوح بين الخامسة والسادسة من العمر. وبصفة عامة لم يكن هؤلاء الأطفال يقدرون إلا على سرد قصص بسيطة وبلغة ركيكة عن أحلامهم، وهذا الأمر لا يتضمن إلا القليل من الأفعال والاحداث والخبرات. والبعض منها يمكن تفسيره بالرجوع الى موسوعات تفسير الأحلام مثل كتاب ابن سيرين والنابلسي وغيرهم، والأطفال كانوا غالبا يحلمون بأنهم يلعبون في ظروف معروفة ويحلمون بالحيوانات وأما مجموعة الأطفال من السابعة إلى الثامنة فكانوا يستطيعون أن يقدموا سردا عن أحلامهم اطول مرتين مما كان يقدمه الأطفال الأصغر سنا، وكانوا يتحدثون عن أحلام فيها قدر أكبر من الحركة والنشاط والانفال وتفاصيل اكثر، كما كان الناس الذين يظهرون في الأحلام غالبا كانوا من أفراد الأسرة والأصدقاء. ولكن أصحاب الأحلام أنفسهم كانوا يلعبون دورا غير إيجابي، ومن الظواهر الغريبة المتصلة بالأحلام هؤلاء الاطفال أن الأولاد والبنات يحلمون بأحلام مختلفة الطبيعة ومغايرة تماماَ في التفاصيل، وبذلك حصلنا على نوعين مختلفين من الأحلام. البنات كانت أكثر أحلامهم عاطفية وسعيدة، ومشاعر مبهجة و “النهايات السعيدة،” بينما كانت أحلام الذكور كانت غالباَ عنيفة وبها كثير من العنف والحركة. لكن هذه الفروق لم تعد ظاهرة بعد ذلك عند الأطفال في سن السابعة والثامنة.
ماذا يحلم الأطفال الأكثر سناَ
والأطفال في المدرسة الابتدائية فكانوا، يلعبون دورا أكثر بشكل إيجابي وفعال في أحلامهم. والاطفال في المرحلة الإعدادية وبداية المراهقة كانوا يحلمون كثير بأحداث خارجية في البحر والسماء والجبال لانهم يحبون المغامرات.
وكانت احلامهم تحوى اشخاص معروفين لهم مثل الاب ولام والاخوات، او جيرانهم ويقون وقتاَ طويلاَ يلعبون مع بعضهم.
كذلك تكثر عند الاطفال في هذا السن المشاعر السعيدة والمستقبل الباهر ذلك اكثر من الاطفال الاصغر سناَ، واحلام الاولاد تكون اكثر حركة ومغامرة من احلام البنات. واما الاطفال الكبار حتى سن الرابعة عشر، تقل عندهم رؤية الاقرباء في احلامهم، وتكثر فيها اشخاص غير معروفين وتزداد الاحلام عنفاَ وحركة وانطلاقاَ، وتعتمد احلامهم كثيراَ على احداث الحياة اليومية او ما يطلق علية حديث النفس، فما قد يفعله في يومه قد يحلم به ليلاَ.