نعمة البصر من النعم التي أنعم الله بها علينا وهي قد تؤدي بالعبد لطريقين إما رضا الله عن طريق استغلالها في أوامر الله وإما يحل غضب الله على العبد الذي يستغلها بالنظر إلى المحرمات لذا أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم بغض البصر.
حكم غض البصر
أمر الله تعالى عباده المؤمنين والمؤمنات بغض النظر عن كل ما هو محرم النظر إليه وكان هذا الأمر صريحاً في كتاب الله في قوله تعالى: “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم”.
تدل الآية على نداء الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن يقوم بإخبار المؤمنين من الناس بغض البصر حيث أن الفعل يغضوا من أفعال الأمر من الله تعالى ومعناه إنقاص النظر وقد قال الإمام الطبري: “يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم –”قل للمؤمنين بالله وبك يا محمد يغضوا من أبصارهم” يقول: يكفوا من نظرهم إلى ما يشتهون النظر إليه، مما قد نهاهم الله عن النظر إليه، ويحفظوا فروجهم أن يراها من لا يحل له رؤيتها، بلبس ما يسترها عن أبصارهم”
فضل وثمرات غض البصر في الإسلام
لغض البصر الكثير من الفضائل والثمرات التي تعود على العبد منها :
- يسلم القلب ويتخلص من المفاسد التي تؤدي بالعبد للوقوع فيما حرم الله تعالى، من هذه الشوائب الحسرة المتولدة في العبد عند نظره فيما لا يملكه.
- يشعر العبد بالفرح والرضا والسعادة والعيشة الرغدة نتيجة مخالفة النفس عن الهوى والشهوات بعد النظر إلى ما حرمه الله.
- طاعة الله تعالى فيما أمرنا من ناحية البصر.
- حماية العلاقات الأسرية من أي أمور تؤدي لتفككها وإصابتها بالكثير من الأضرار النفسية والأضرار الاجتماعية.
- يغفر الله الذنوب للعباد ويبدلها بالحسنات ويدخلهم جنة النعيم فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن واحد من الناس كان رديفاً للرسول صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة وكان الرجل يلاحظ النساء، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له”.
- من يغض بصره ينال الثواب والأجر العظيم والارتقاء إلى أعلى المنازل مع المحسنين، وينير الله قلب العبد بالإيمان والبصيرة.
- يشعر من يغض بصره بالاطمئنان والسلامة وعدم الشعور بالقلق والهم والتوتر والأشياء التي تعكر صفو الحياة.
- الاقتداء بالرسول الكريم في غض البصر دليل على ثبات المؤمن ورجاحة عقله في التعامل مع الأمور والبعد عن الشهوات والوقاية من دخول النار وحفظ الأعراض والشعور بالرضا والتغلب على وساوس الشيطان.
الوسائل المعينة على غض البصر
توجد الكثير من الأمور التي تعين الشخص على غض البصر منها:
- انشغال العبد بالأمور المفيدة فدائماً تحتاج النفس لما يشغلها بما يصح من الأعمال فكلما ارتقى العبد ليشغلها بالحق ارتقت مع العبد وإلا أخذته إلى الباطل شيئاً فشيئاً، ومن الأعمال الصالحة التي تعين العبد على غض البصر قراءة القرآن وحفظه وقيام الليل وذكر الله.
- يجب أن يكثر العبد من الصيام فالصيام من أكثر الأمور المعينة على غض البصر.
- استشعار العبد أن الله يراقبه في كل وقت وحين واليقين التام أن الله مُطلع على سائر الأعمال والشعور بالخوف من الله يجعل العبد يغض بصره عما هو محرم النظر إليه.
- التقرب إلى الله بأداء الفرائض والنوافل وعدم التفريط فيها لأن ذلك من أعظم الأسباب لحفظ الجوارح.
- صحبة الأخيار من عباد الله وتعويد النفس على غض البصر، كما يجب أن يحاسب العبد نفسة كل فترة ليبتعد عن النظر الحرام ويغض البصر كما أمره الله تعالى.